أدب ….. كتاب “الكامل في ضعفاء الرجال”

الكامل في ضعفاء الرجال هو أحد أهم كتب أهل السنة والجماعة في الجرح والتعديل وعلم الرجال، ألّفه الحافظ أبو أحمد بن عدي الجرجاني المشهور بابن عدي، وهو كتاب ضخم حاول فيه المؤلف أن يتتبع ويستوعب أسماء جميع رواة الحديث الذين تكلّم فيهم أئمة الجرح والتعديل بالتضعيف، وذكر في ترجمة كل راوٍ ما استنكره عليه العلماء من الأحاديث أو ما عدّوه غريباً أو منكراً.
يُعد كتاب الكامل لابن عدي من أوسع الكتب المصنّفة في الضعفاء، ومن أكمل ما ألّف في هذا المجال، حيث إنه قد فاق غيره من الكتب في هذا الموضوع ككتاب المجروحين لابن حبان، وكتاب الضعفاء الكبير للعقيلي.
موضوع الكتاب هو ترجمة ضعفاء المحدّثين ومجاهيلهم والمتكلم فيهم من ناحية الجرح مع بيان الوجه الذي استحقوا فيه الجرح. وقد جاء الكتاب كبيراً واسعاً بحيث بلغت عدد التراجم فيه ألفين ومائتين وتسعة (2209). وقد استهل ابن عدي كتابه بمقدمة مطولة ابتدأها ببيان سوء الكذب على رسول الله، وإثم من فعله، وذكر الأحاديث في ذلك. ثم ذكر تحرّي الصحابة والتابعين في تحمل الحديث وأدائه خوفا من الخطأ في نقل حديث النبي. وبيّن ما كان من تحفّظ الصحابة في رواية الحديث وموقفهم من كتابته، فذكر من اختار قلة الرواية ولم يكثر من الحديث، ومن كان لا يرى كتابة الحديث من الأئمة، ومن كان يكتب منهم.
ثم ذكر من تكلّم في الرجال من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، إلى زمانه. فأورد كثيرا من الروايات في فضائلهم، مع ذكر نبذ من تثبّتهم وتحرّيهم، وبيّن أن الله أقام هؤلاء العلماء لحفظ الدين والحديث وصيانته، وتكفّل ببيان أسمائهم[20]، فقال:
«وقد أقام الله عز وجل قوما من صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم والتابعين بعدهم، وتابعي التابعين وإلى يومنا هذا من يبين أحوالهم، وينبه على الضعفاء منهم، ويعتبر رواياتهم ليعرف بذلك صحيح الأخبار من سقيمها، حسبة منهم في ذلك، وحذرا ألا يكونوا ممن قال صلى الله عليه وسلم فيهم: من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين، وهم في المرتبة التي يسمع ذلك منهم، ويقبل قولهم فيهم لمعرفتهم بهم، إذ هو علم يدق، ولا يحسنه إلا من فهمه الله ذلك.»
أي أنه تكفّل بتوضيح مكانه علماء الرجال والجرح التعديل الذي ينقل عنهم وما استحقوا به قبول نقدهم وقولهم في الرجال بما علمه من أحوالهم.
ثم أورد صفة من يقبل حديثه ومن يردّ، سواء المتفق على ضعفهم أو المختلف فيهم، على قدر ما بلغه علمه، فقال في خطبة الكتاب:
«وذاكر في كتابي هذا كل من ذكر بضرب من الضعف، ومن اختلف فيهم. فجرحه البعض وعدله البعض الآخر، ومرجح قول أحدهما مبلغ علمي من غير محاباة، فلعل من قبح أمره أو حسنه تحامل عليه، أو مال إليه، وذاكر لكل رجل منهم مما رواه ما يضعف من أجله، أو يلحقه بروايته وله اسم الضعف لحاجة الناس إليها لأقربه على الناظر فيه.»

أنقر هنا لمتابعة صفحة السمير على الفايسبوك


هل لديك ما تقوله حول هذا الموضوع؟