ما علاقة ملكة سبأ بالملك سليمان ؟!
بلقيس (عبرية:מלכת שבא ملكت شفا) كانت ملكة مملكة سبأ الوارد ذكرها في الكتاب المقدس والقرآن. وفدت الملكة غير المُسمَّاة في النصوص الدينية على الملك سليمان، وفصَّلَ رجال الدين والمفسرون والإخباريون في تفاصيل ذلك اللقاء حتى غدت شخصية هذه الملكة مادة خصبة للكتب القصص والروايات وتعد هذه المرأة مصدر فخر وإعتزاز لليمنيين
كان هناك خلاف بين الباحثين حول موقع مملكة هذه الملكة وإدعت شعوب كثيرة أنها موطن هذه الملكة وأفترض عدد من الباحثين أنها مصرية وإثيوبية وسورية ولكن الأبحاث الأثرية أثبتت بما لايدع مجالاً للشك أن موطن مملكة سبأ كان باليمن وإن لم يُعثر لهذه الملكة بحد ذاتها أثر في نفس الوقت، لا ينفي علماء الآثار وجودها، وإن كان بعضهم يعتقد أنها أسطورة يمنية قديمة وجدت طريقها إلى العهد القديم لوجود تماثيل عديدةٍ لنساء في معبد بران أو “محرم بلقيس” كما يُسمِّيه اليمنيون، واعتقادهم – كونها ذكرت في العهد القديم والقرآن – أنه لا بد أن يكون للقصة سند آثاريٌّ في مكان ما
أنتجت العديد من الكتب والأفلام والروايات حول هذه الملكة الغامضة وقصتها مع الملك سليمان، الذي هو بدوره كذلك لا يوجد دليل آثاريٍّ واضح يشير إليه، سواءً في اليمن أو فلسطين ومصر القديمة وغيرها من حضارات العالم القديم.
علاقة ملكة سبأ بالملك سليمان
لا توجد إشارات في الكتاب المقدس عن علاقة بين سليمان وملكة سبأ ولكن ورد أنه كان لسليمان 700 زوجة و300 جارية وسليمان ليس نبيا كما هو في الإسلام بل ملك وتظهر النصوص غضباً من يهوه إله إسرائيل لتعلق قلبه بالنساء والتغاضي عن بعض أفعاله لإنه إبن داوود مع ذلك لا إشارة بعينها لعلاقة بين سليمان وبلقيس ولكن بنيت قصص العلاقة المزعومة في تعليقات أو تفاسير الأحبار إستنادا على ماورد عن حب سليمان للنساء في التوراة
المدراش ووالتناخ فصلوا في القصة، ورد في المدراش أن الملكة سمعت بخبر سليمان وحكمته فقالت لقومها :”سأذهب لإختباره بأحاجي لأرى إن كان حكيما أم لا ” ويبدو أنها كانت بارعة في مسألة الأحاجي والألغاز والأسئلة المعقدة وكان سليمان يحب الأحاجي ويكثر من تبادلها مع الملوك وهي علامة على الكفاءة والذكاء حسب مفاهيم العالم القديم
فلما وصلت عند سليمان سألته : ” أنت سليمان الذي سمعت عن مملكته وحكمته؟ ”
فأجاب سليمان: نعم.
بلقيس : ” إن كنت حكيما فعلا، فسأسألك أسئلة وأرني إن كان بإمكانك الإجابة عليها ”
سليمان : ” لأن الرب يعطي حكمة. من فمه المعرفة والفهم ”
بلقيس : “ماهي السبع التي تخرج، والتسع التي تدخل، والإثنان اللذان يقدمان شرابا، والواحد الذي يشرب؟ ”
سليمان :” السبع التي تخرج هي أيام الحيض والتسع التي تدخل هي شهور الحمل التسعة، والإثنان اللذان يقدمان شرابا هم الثديان والواحد الذي يشرب هو الرضيع ”
فقالت بلقيس بصوت عال: ” أنت حكيم فعلا ! سأسألك سؤالا آخر وأرى إن كان بإمكانك إجابتي ؟ ”
سليمان: ” الرب يمنح الحكمة ”
بلقيس: “أباك هو أبي، وجدك هو زوجي، أنت إبني وأنا أختك؟”
فأجاب سليمان: “إبنتا لوط” (الذين حبلوا من أباهم لوط حسب العهد القديم)
بلقيس: “يخرج كالغبار من الأرض، غذائه الغبار، يسكب كالمياه ويضيء المنازل؟”
سليمان: “نافثا”
بلقيس: “شيء عندما يعيش لا يتحرك وعندما تقطع رأسه يتحرك؟”
سليمان: “السفينة في البحر”
بلقيس : “ماهو الذي لم يولد بعد ولكنه أعطي حياة؟”
سليمان : ” عجل الذهب ”
بلقيس : “الميت عاش ويصلي والقبر يتحرك، من هو ؟”
سليمان: الميت يونس وقبره الحوت. (أو السمكة كما هي مذكورة في التوراة)
وفصل كتبة التلمود في تفاصيل أخرى منها أن بلقيس عندما رأت أن سليمان إستطاع حل أحاجيها السابقة, قامت بجلب أطفال صغار يرتدون ملابس متماثلة وطلبت من سليمان أن يفرق بين الذكور والإناث. فطلب سليمان من المخصيين عنده أن يأتوه بثمر البندق وحبوب ذرة ليلقوها أمام الأطفال. قام الذكور بجمعها وتعليقها تحت ثيابهم ولم يهتموا بكشف عوراتهم بينما الإناث علقن الحبوب والثمار على أطراف ملابسهن الخارجية فعلم سليمان أيهم الذكور وأيهم الإناث كون الإناث كانوا أكثر حرصاً من الذكور على الحشمة
واستمر الوضع على هذا الشكل وسألت بلقيس الملك سليمان أحاجي وألغاز كثيرة ويبدو من القصة وتعليقات الحاخامات أنها أشبه بدروس دينية لكثرة الأمثلة التي أوردها سليمان على بلقيس عن أنبياء مثل لوط وأيوب وموسى وأباه داوود وكلها كانت لإقناع بلقيس بدين سليمان وأن مالديه من الحكمة الممنوحة من إلهه يفوق ما لديها حتى أيقنت بلقيس قائلة: “ليتبارك الرب إلهك إله إسرائيل” وتزوجت بلقيس من سليمان وأنجبت إبنا اسمه بن صيره إلا أن هذه الروايات كلها من تأليف حاخامات ورجال دين متأخرىن أضافوا إلى القصة من عندهم الشيء الكثير ويعتقد حسب التراث في كابالا أنها العلاقة بينهم لم تكن شرعية ونتاج ذلك خرج من نسلهما الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني الذي كان مسؤولاً عما عرف بسبي بابل لكن لا دليل آثاري على أرض الرافدين يشير إلى قيام مملكة سبئية هناك أو أن أحد السبئيين حكم بابل يوماً. ولا تعدو المسألة أن تكون طعنا بالملك البابلي. ولا يوجد دليل آثاري واحد على سبي أو تدمير لأورشليم التي لم تذكر أصلاً بهذا الاسم في النصوص البابلية، بل تظهر أن نبوخذ نصر أقر منح أراض للفقراء في فلسطين ولكن توجد إشارات إلى مملكة يهوذا
هل لديك ما تقوله حول هذا الموضوع؟